مساحة إعلانية

لا هي صرخة الميلاد الثاني

عاطف عبدالعزيز عتمان سبتمبر 27, 2021
عيد الميلاد

لا هي صرخة الميلاد الثاني فماذا عن صرخة الميلاد الأول!
صرخة روح، ميلاد روح في الحلقة الأولى من مسلسل الحياة، ميلاد الحلقة اللاإرادية القدرية الأولي.صرخة عندما خرجنا من أرحام أمهاتنا وانصهرت روح الإنسان مع الجسد ليصبح إنسان، خروج بصرخة قوية صرخة الميلاد التي يسمعها كل من في أرجاء غرفة الولادة في المستشفى المختار بلا اختيار في حلقة البداية، بداية ميلاد إنسان.
 

 في هذه الحلقة يضحك الوالدين ويفرح الأهل وتهدأ نبضات قلب الأم، وتتحول الصرخة لبلسم لآلام الولادة ويزداد الشوق بعد صوت الصرخة لرؤية المولود الذي بدأ الرحلة.

 
في هذه الحلقة يضحك الوالدين ويفرح الأهل وتهدأ نبضات قلب الأم، وتتحول الصرخة لبلسم لآلام الولادة ويزداد الشوق بعد صوت الصرخة لرؤية المولود الذي بدأ الرحلة.
تنهال المباركات والتهاني علي الأهل مع أول صرخة نصرخها ونحن عراة الجسد، بيض الصفحات وتغمر الفرحة المحيط ويصبح اليوم عيد إلا على المولود.
صرخة نرفض فيها ونعلن حق الرفض والقبول فما يلبث هذا الحق أن يغتال.
صرخة لا إرادية نستقبل بها الحياة لتكون هي الكلمة الأولى في الصفحة البيضاء، كلمة لا إرادية قوية عالية ولكنها ما تلبث أن تخفت وربما تتلاشى .
 

اسم ولقب قد اختاروه لنا هم وبغض النظر إن كان سيعجبنا أم لا، حتى وإن لم يعجبنا فهل سنصبح على قدر عالٍ من الجرأة تكفينا لأن نغيّره؟ حتما لا وربما نعم .

بعد الولادة نمنح اسم ولقب قد اختاروه لنا هم وبغض النظر إن كان سيعجبنا أم لا، حتى وإن لم يعجبنا فهل سنصبح على قدر عال من الجرأة تكفينا لأن نغيّره؟
حتما لا وربما نعم .
 

لكن هل يمكن أن نغير الطبيب أو القابلة، الأم أو الأب، تاريخ الميلاد أو لون البشرة !
حتماً لا.

 
لكن هل يمكن أن نغير الطبيب أو القابلة، الأم أو الأب، تاريخ الميلاد أو لون البشرة !
حتماً لا.
ثم نبدأ نعارك الصمت القاتل في الحلقة التالية ونحاول جاهدين في القضاء على التلعثم، وتبدأ رحلة تعلم اللغة لننجز فيما بعدها إنجازنا الأول في الحياة، ألا وهو نطق أي كلمة بما يرضيهم، يرضي الجميع إلا أنا!
تبدأ صرخة لا تتشكل كحركة وإيماءة قبل أن يقتلوها ليصبغونا كما يريدون هم، وتصبح نعم مباركة، ولا ملعونة، وتقاس مدى بركتك بكمية نعم، وكلما ظهرت لا بدأ تصنيفك كشقي.
 

 ثم نبدأ بتعلم مبادئ المجتمع الذي يحيط بنا ونلقن أفكاره، فنشب على فكرةِ أننا لسنا الوحيدين لكننا الأفضل

 
ثم نبدأ بتعلم مبادئ المجتمع الذي يحيط بنا ونلقن أفكاره، فنشب على فكرة أننا لسنا الوحيدين لكننا الأفضل، بدلا من تربيتنا على أن نصبح من أهل الفضل، فيحولنا نمط الأفضل لحالة صراع في ظل مقارانات أخطرها مع الأشقاء والأقران، بدلا من المقارنة بالذات لنقيس مدى تطورها، فتخرج من داخلنا الأنا التي تقاتل جميع من حولها لأنها هي الصواب والجميع دون استثناء على خطأ.


ويأتي الشباب والصفحات تمت تلوينها ولم تلونها أنت، ربما تمكث هنا سنة أو سنتان  عشرة أو ربما حتى النهاية تعاني من الظلم والظلام في ظل أحلام بالطيران، لكن الأجنحة الضعيفة التي لم تتعود الطيران لا تستطيع أن تحملك.
تظل تراقب الطيور المهاجرة فوق سماء هذه البلاد حسدا أو غبطة، ستندم لأنك أتيت على هيئة إنسان.
ستندم لأنك أتيت على هيئة إنسان، فالإنسان في بلادنا يا أخي لا يتمتع بأدنى ما يعيشه في تلك البلاد البعيدة أي حيوان، يؤسفني أن أخبرك الآن أن الصرخة التي قد صرختها في اليوم الأول هي صرخة الموت والمعاناة وليست صرخة روح الميلاد، فالحياة هي داخل أحشاء أمك، أما ما بعد ذلك فهو الوفاة وليس أكثر وإن كنت على ظهر الأرض.

لا قد حان وقتها وإلا تصبح الميت الحي، لا صرخة الميلاد الثاني

 
لم يتبقى الكثير من الوقت فلا أضحت واجبة و عيد ميلادي الثاني بات ضرورة قالت ريمي المتمردة وأردفت؛ لكن ليست لا وحسب، بل لا العاقلة الذي تدور في فلك الحرية والأصولية في وقت واحد..!
لا قد حان وقتها وإلا تصبح الميت الحى، لا صرخة الميلاد الاختياري .
لا التي تعزف سيمفونية متناسقة تدل على موهبة عالمة عاقلة حرة.
لا التي تعني التحرر من كل القيود و النظارات التي تغير معالم الحقيقة مهما كانت طبيعة النظارات، ولو كانت تكتسي بالقداسة؛ فلا ينبغي أن يكتب لي أحد من خلف أو سلف، بل أكتب لنفسي مسترشدا بما كُتب لا عابدا له، أبني على التراكم المعرفي فأطور وأنتقد و أطرح .
لا الأصولية ليست تلك التي تسكن القبور، بل هذه التي تنبشها لتنقب عن إنسان الفطرة وأصوله كما خلقه مولاه، وليس إنسان الإنسان كما لونه و صنعه الإنسان، ليتحول الإنسان لصنعة الإنسان عبر التدين الذي ألهى عن الدين، والدين الذي غيّب الديان !
 
لا لكل تقليد لا سند له إلا كونه تقليد عظيم أو صعلوك على السواء .
لا للعيش أسير البيئة والتدين المصنوع والإعلام والتعليم والمسجد والكنيسة مقلدا أسيرا، بل العيش فيما تبقى إنسانا حرا عاقلا مفكرا ذو إرادة، يلتمس نفسه كما خُلق قبل التلوين.
 
لا للعيش وفق مراد الغير حتى لو ادعوا أنه مراد رب العباد، بل بحثا عن رب العباد ومراده في كل مكان، وفي كل زمان بل في الذات والنفس.
لا هي الاحتياج الفطري لأي إنسان، ليست لا من أجل لا، ولا لا العناد ولا لا رفض الآخر، ولا لا الغضب، ولا لا الهدم، بل لا التي تسمع فيها صوت الآخر كما تسمع صوتك، وتحترم لاءاته كما تحب أن يحترم لاءاتك.
لا الحكيمة التي تتجاوز اندفاع العاطفة وجمود المنطق، وأهم لا هي تلك التي تقولها لنفسك.
لا التي تقف عند حق الآخر وتحترم رؤيته وتتفهم مواقفه وتتقبل حقه فيها.
لا التي تبني وتصل وترفع الإصر وتفك الرقبة.
لا صرخة الميلاد الثاني ميلاد الاختيار.
لا صرخة تأكيد لحقي في الوجود!

صرخة حقي في الحياة، صرخة حقي في الدفاع عن نفسي، صرخة الميلاد الثاني.

اقرأ على واحة الأريام  

 

كل إشراقة شمس هي ميلاد ج

ميلاد السيد المسيح والتعاليم المشتركة بين المسيحية والإسلام..السيد علي الأمين

ميلاد السيد المسيح والتعاليم المشتركة بين المسيحية والإسلام..السيد علي الأمين

ميلاد السيد المسيح والتعاليم المشتركة بين المسيحية والإسلام..السيد علي الأمين

ميلاد السيد المسيح والتعاليم المشتركة بين المسيحية والإسلام..السيد علي الأمين

ميلاد السيد المسيح والتعاليم المشتركة بين المسيحية والإسلام..السيد علي الأمين

ميلاد السيد المسيح والتعاليم المشتركة بين المسيحية والإسلام..السيد علي الأمين

ميلاد السيد المسيح والتعاليم المشتركة بين المسيحية والإسلام..السيد علي الأمين

ميلاد السيد المسيح والتعاليم المشتركة بين المسيحية والإسلام..السيد علي الأمين

مشاركة
مواضيع مقترحة

هناك تعليق واحد:

  1. نتابع بمزيد من الترقب والأمل #امل_بلا_حدود #توني_مون #مون_تي_في #Moon_TV5

    ردحذف

جميع الحقوق محفوظة لــ واحة الأريام